المرأة في المجتمع المصري هي "ربة المنزل"، ملكة المملكة، أي لها قدسيتها، فمن منطلق القدسية يتم صياغة المفاهيم الخاطئة التي قد تنفي القداسة تماماً وتذهب بنا إلى النقيض.
فعلى سبيل المثال: عندما نوصف المرأة بأنها ربة المنزل فنحن نقدسها وفي ذات الوقت نحقر من شأنها، فهي الإلهة التي تحتاج إلى الحماية لا التقديس، والحرص الذي يتطور إلى فقدان الثقة، حتى وصلنا إلى الوصاية الكاملة عليها، ومن هنا تبدأ النظرة الدونية إلى الأنثى كإنسان يحتاج دائماً إلى الحماية والرعاية.
المرأة العاملة في نفس المجتمع هي مصدر دخل لأسرتها، فمن لا تحظَ بزوج قادر أن يجعلها "ربة منزل" فهي مضطرة إلى الخروج للعمل من أجل توفير احتياجات الأسرة، وليس لإثبات كيانها كإنسانة بعيدًا عن دورها كأم وزوجة، وقلّما وجدنا نساء غرضهن هو إثبات الذات وليس الخروج الاضطراري للعمل.
ومن هؤلاء اللاتي قررن إثبات الذات هنّ المنخرطات في العمل السياسي والمدني، وعلى قلتهنّ إلا أنهن يتعرضن للتقليل من شأنهن لاسيما من الإناث قبل الذكور.
فالنظرة للمرأة السياسية أو النسوية أو العاملة بالمجتمع المدني هي أن ثلاثتهن لم يجدن الفرصة الذهبية لرجل يقدرهن حق تقدير فاهتممن بالشأن العام من أجل جذب أكبر لأعين "العرسان"، وإن كن متزوجات فلديهن "فراغ"، - هكذا يتم توصيفهن-.
فقد يصعب على شخص يرى الأنثى إما ربة منزل أو عاملة لسد احتياجات المنزل، إنسان يهتم بالآخرين ويهتم أن يكون له دور في صنع القرار وفي تطوير وتنمية المجتمع، فالعقلية المحدودة لن تستوعب وجود امرأة في موضع آخر، ولن تتسع آفاقه لتشمل وظائف أخرى يمكن أن تؤديها النساء غير الإنجاب والزواج، الزواج الذي هو المسعى الأول والأخير، الملاذ ونهاية الطموح للأنثى في المجتمعات العربية، فيستنكرون على من أرادت غيره طموحًا سعيها لإثبات ذاتها.
وعلى صعيد آخر فهناك أشخاص يقدرون المشتغلات بالشأن العام سواء كان مدني أو حزبي، يقومون بتشجيعهن إيمانًا منهم أن الأنثى كالذكر لها من الحقوق ما له وعليها ما عليه، بإختصار هي مواطنة.