النهارده نزلت الصبح وأنا مبتسمة :D ومقررة أكون "بنت" زي ما قال الكتاب، كيوت وحبوبة وصوتي واطي ومشيتي هادية ومتزنة كدهوت :D
أنا قلت مفيهاش حاجة يا غدير يا بنت عم أحمد لو قررتي يوم متتخانقيش وصوتك يجيب من ميدان الجيزة للمنيل،
وميجراش حاجة لو بطلتي زرزرة على خلق الله كده من غير سبب (-;
نزلت واتمشيت للشارع الرئيسي، قابلني سواق ميكروباز لذّوذ أوي، قرر كده في قرارة نفسه إنه يحدف لي بوسة ع الهوا، طبعًا أنا متضايقتش خالص، وابتسمت وحسيت أد إيه هو شخص بيحب السعادة لغيره لدرجة إنه قرر يبوسني، ففكرت في الجانب الإيجابي من الموضوع واتبسَطت، هو صحيح شلاضيمه مجاتش على شفايفي بس هذا لا يمنع إني اتباست :D آه والله يا جماعة أنا اتباست :D
Keep Calm Ghadeer, Keep Calm

وعلشان متأخرة كالعااااادة :@، جريت شوية لحد الموقف، وأنا بجري كانت نظرات الناس غريبة وعجيبة، إزاي بجري في الشارع وأنا بنت يعني؟! حتى لو متأخرة مفروض أمشي بالراحة يعني ده مش أسلوب :D
المهم وصلت موقف الميكروبازات، وسمعت صوصوة كده على نعنقة، فبحكم خبرتي عرفت إن دول جيل السواقين الجدد من 17 سنة فما فوق، قرروا يخلوا يومي جميل بإنهم يسمعوني زقزقة عصافير ببؤهم وأنا معدية، بالصدفة كان جنبي راجل كبير وبص وراه يشوف إيه الصوت ده، بصيت له وقولتله متقلقش يا عمو دول بيعاكسوني أنا، الراجل ضحك بصوت عالي من رد فعلي، وأد إيه أنا كنت مبسوطة إني منزلتش لمستوى السواقين والتباعين ومرضيتش أقولهم يحترموا نفسهم، لأني كده هبقى بقل من احترامي لنفسي زي ما كتاب البنت بيقول.
الحتة الحلوة بقى إن الراجل ضحك بسببي، وده يعتبر عمل خير وثواب ع الصبح :D 
Keep Calm Ghadeer, Keep Calm

الحمد لله وصلت الميكروباز بسلام، وقعدت ع الكنبة التانية وحرصت أقعد من برّة علشان أنا كده كده نازلة قريب، جه واحد محترم قالي: ممكن أقعد؟ فوسّعتله مكان علشان يعدي ويدخل يقعد جنب الشباك، قالي: "لأ ادخلي إنتي، إنتي بنت"، فظبطت نفسي بفكر إزاي هديله محاضرة نسوية سريعة عن إن مفيش فرق بين الراجل والست في الميكروبازات يا أوستاذ، وإن مفيش حاجة اسمها الراجل يقعد برّة والست تقعد جوة، أنا بصراحة عمري ما قريت حاجة عن ذكورية قعدة الميكروبازات:D
همممم افتكرت كلامي لنفسي وفي سري قلت إني النهارده "بنت" يعني الهدوء والكيوتنس والرقة والصوت الناعم، بنفس الصوت الناعم ده بقى قلتله "حاضر"، بس من جوايا كان فيه صوت خشن ولو لِمِس حد هيعوره بيقول: "اللهم طوّلِك يا روح".
Keep Calm Ghadeer, Keep Calm

وصلت الشغل يا جماعة لولولولولولي، أول حاجة دخلت الحمام بصيت في المراية، عدلت شعري كده وعلشان منساش قلت لنفسي في المراية: "بنت" :D
ومرت ساعات العمل، ونزلت أتدنجل كده وأتمشى في طريقي أقابل أصحابي، عديت من جنب اتنين احتاروا في أمري ، إذا كنت أنا "مُزّة" ولا مش "مُزّة"؟!
تنهيدة كده ومن الأول، اعتبرت إني شخصية معروفة وإن الناس بتقول رأيهم فيّ، وأكيد هيبقى عندي Haters زي ما عندي Fans، وقلت ميجراش حاجة يعني يا غدير الناس بيقولوا رأيهم، متكبريش الموضوع وخدي البوسة دي واسكتي.
بس قبل ما أسكت كان حد منهم قرر يتأكد من كلامه، قرر يحسم الأمر مع صاحبه، وجه يلمسني يشوفني "مزة" ولا مش "مزة"، ساعتها طلّعت كل اللي كاتماه من الصبح، وافتكرت كل اللي عديته وسكت، قررت مبقاش "بنت" لدقايق، عليت صوتي، زعقت، صرخت واتعصبت وشتمت، الناس اتلمت، وابتديت أقول لمس جسمي، وابتديت أسمع جمل جميلة زي: "يعني عملك إيه يعني ما إنتي سليمة أهو"، "إنتي بنت وعيب صوتك يعلا في الشارع"، "اتفضلي يا آنسة ومتلميش الناس عليكي"، "جرا إيه هو إنتي محدش قادر يلمك؟!"، "ما هو مش راجل علشان سمح لواحدة ست تشتمه".
والموقف انتهى بتساؤلات زي: "ما تشوف هي لابسة إيه!"، "هي كاشفة شعرها ليه؟!"، "هي ماشية لوحدها ليه؟!"، "هو فيه بنت محترمة تعلّي صوتها ف الشارع؟!"، "دي بتشتم! أكيد هي اللي عايزة كده".
وكأني علشان بنت مينفعش أتضايق ولا أتعصّب، علشان بنت لازم أقعد جنب الشباك ف الميكروباص! ولازم مجريش لو اتأخرت ع الشغل! ولو اللي ضايقني ولد أسكت علشان عيب صوتي يعلا على راجل!

ملحوظة: المواقف السابقة حصلت وبتحصل، وأي تشابه بينها وبين الخيال فهو مُتعمَّد ومقصود والمسؤول عنه هم الأشخاص اللي بيسمحوا بوجوده، أما عن مفهوم "البنت" فهو مفهوم من نفس ذات الخيال.
لأن البنات بني آدمين، بيحسوا وبيزعلوا وبيغضبوا ويثوروا، بيقولوا لأ، وبيتعصبوا، وبيشتموا عاااادي جدًا، مفيش ملائكية، ولا تابوهات (-;