الخميس، 30 أكتوبر 2014

هي للجسد .


.في البداية أودُ أن أشرح مفهومي عن الإنسان بإختلاف جنسه
.إن الإنسان لي هو ثلاثة أشياء لا تنفصل، وهم العقل والروح والجسد
.فتكمُن إنسانيته في التفكير والشعور والتعبير بالجسد
،إننا نُفكّر قبل أن نفعل الأشياء، ونشعر بها سلبًا وإيجابًا، كما أننا نستخدم أجسادنا للتعبير عن هذه الأفكار والمشاعر
.وهذا مناسب حيث أننا نعيش في عالم مادي، كل ما هو موجود يُمكن لمسه ورؤيته، فأجسادنا كذلك

:إن حرية الإنسان هي حريته في الأشياء الثلاثة والتي تخصه هو فقط
  • .أن يكون حر في عقله وأفكاره، له ما يعتقده ويفعله وتعود النتائج عليه هو فقط
  • .أن يكون حرًا في مشاعره، أن يشعر أو لا يشعر،أن يحب هذا الفعل ويكره ذاك، دون ضغوط أو تصنيفات
  • .أن يكون حرًا في جسده، أن يعبر عن أفكاره ومشاعره بلا تردد، وبدون خوف
    والأهم هو علمه بأنه غير حُر في أفكار ومشاعر غيره ، وبالطبع أجسادهم/ن.

    .إن ما تنطوي عليه السطور التالية مُصنَّف مكروه لدى الكثيرات والكثيرين

    .لا تتحرر النساء دون أن تتحرر أجسادهن

    إنني عندما أقول ذلك، لا أعني أن الحُرية بالجسد فقط، وإنما كما وضحت سلفًا أن الجسد أداة للتعبير عن حرية الأفكار والمشاعر.
    .إن ما يلزم النساء للتعبير عن حريتهن هو أنفسهن، أن تكون المرأة حُرّة العقل وحرة المشاعر وأيضًا حُرة الجسد
    .لماذا التشديد على الجسد ؟ لأن ما نعتقده ونشعر به سيظل داخلنا إن أصبح ظاهرنا ليس ملكنا
    وما أعنيه هنا هو أن تتكامل الأجزاء الثلاثة، أن تظل النساء كما هن بإنسانيتهن،
    .أن تفكّرن وتشعُرن وتملكن الحق في التعبير عن أفكارهن ومشاعرهن بأجسادهن، لأنها أجسادهن


    وبالحديث عن الجسد فهناك نقطتين يجب الخوض فيهما ومناقشتهما بشكل مباشر هذه المرة وبقوة

    أولاً: الملابس
    وهذه النقطة قتلت مناقشة ورغم ذلك نحن بحاجة إلي التأكيد على حرية إختيار الفتاة لملابسها، والتي قد تشعرها بالراحة أو بالأمان.
    فبعض الفتيات ترتدي الحجاب بإرادتها وبرغبتها في تغطية رأسها ونرى إنعكاس الإتساق بين الأفكار والمشاعر على الجسد، فهي ترتديه عن قناعة، تشعر فيه بالإرتياح، وهذا ما يظهر على جسدها
    وبعضهن إختارت ألا تغطي رأسها وهي في ذلك حُرة كالمثال الأول، لا تريد أن تغطي رأسها عن قناعة، ولأنها تشعر بالراحة بدونه، وهذا ينعكس على جسدها فلا ترتديه.
    وكذلك المثال على باقي الملابس والتي ليست بالضرورة أن تكون مقنعة أو مرضية للغير، وإنما يكفي إنها مرضية للفتاة صاحبة القرار الأولى والأخيرة، دون تبريرات أو توضيح لماذا إختارت هذا أو رفضت ذاك.
    ويختلف واقع الفتيات المصريات، فبجانب المثالين السابقين، هناك فتيات يجمعن بين الحالتين برضاهن أو بدون،
    فمثلاً قد نجد فتاة غير مقتنعة بالحجاب وترتديه لإعتبارات مجتمعية، أو مقتنعة بالحجاب لكنها لا تريد أن ترتديه وهي أيضًا حرة تمامًا.
    .وإن تحدثنا عن الملابس فكل فتاة حُرة في أن تغطي جسدها أو لا تغطيه كيفما شائت هي، لا كما شئنا


    ثانيًا: الحُرية الجنسية
    نعم، وجب الإعتراف بأن للفتيات وللنساء عامة حقوقًا جنسية وهي من المسكوتات عنها، ولعل ما قد يتبادر في ذهن الأغلبية الآن هو صورة تشبه ميرفت –فتاة الليل- في فيلم بئر الحرمان.
    يجب أن تتغير تلك الصورة الذهنية عن مصطلح الحرية الجنسية وربطه بتجارة الجنس.
    إننا عندما نقول حُرية جنسية لا نعني ممارسة الجنس، وإنما الحُرية في إختيار الفعل أو رفضه.
    أن تختار الفتاة أن تمارس الجنس أو لا تمارسه، وأن تختار ميولها الجنسية دون رهبة.
    أن تختار الفتاة  الحفاظ على عذريتها لأنها هي من ترغب في أن تظل عذراء، وليس أي شخص آخر حتى عائلتها.
    إن الحقوق الجنسية وبخاصة للنساء غير محبوبة الخوض فيها لإعتبارات عقائدية، وأعود للتأكيد على حرية الفعل لا الإجبار عليه.
    وأعلم جيدًا إن ما ستتم مناقشته هو الموقف العقائدي من الحرية الجنسية ولكن هذه المرة لن نتجنب الحديث عنه.
    إن تطرقنا لمناقشة الإسلام للحرية الجنسية فنجده ، حرّمها ولم يمنعها، وفي عدم المنع حُرية إختيار الفعل حتى لو تم تصنيفه مُحرمًا، وفي وضع عقاب للفعل أيضًا إعتراف أن الإنسان/ة الواقع عليه/ا العقاب إختار/ت بإرادته/ـا الحُرة أن يفعله/تفعله، وهذا يكفي للرد على الموقف العقائدي من وجهة نظر إسلامية.

    وتختلف طرق التعبير بالجسد، فالمظاهر والملابس أحدها، ولغة الجسد نفسها تختلف إن كان الشخص ذكر أو أنثى،
    فالذكر حر في أغلب تعبيرات جسده، بينما الأنثى يجب أن تضع الإعتبارات السابقة في حسبانها.

    .وبجانب طرح إشكالية علاقة المجتمع بأجساد النساء، فإن السؤال يتجه بنا إلي علاقة النساء بأجسادهن
    في المجتمع المصري علاقة النساء بأجسادهن معقدة للغاية
    ،إننا حين نولد إناث نُعامل معاملة " الأمانة " ، إن الأسرة تستقبلنا كطفلات وتحافظ علينا لتسلمنا لزوج يحافظ علينا أيضًا
    وتظل أزمة الحفاظ واختلاطها بأبوية فجّة من كل ذكر وضعنا القدر في طريقه، بداية من الأب والأخ والزوج، حتى الخال وأبناؤه ، العم وأبناؤه ، زوج بنت خالتنا، إلخ، فجميعهم يشعرون بملكيتهم لأجسادنا، ولأن ما يهمهم بحق هو الجسد فقط أيًا كانت أفكارنا ومشاعرنا بداخله ، فإن وسيلة التعبير عن تلك الهلاوس هي الجسد، - وكله تحت السيطرة - .
    تنتقل فكرة الأمانة من أسرنا إلينا، نشعر طوال الوقت أننا مؤتمنات على أجسادنا رغم أننا نملكها.
    ونتردد ألف مرة قبل أي فعل نفعله لنفس السبب، ولأننا نخاف حقًا، نخاف التصنيف، نخاف الوصم ونخاف العقاب.
    اكتشفت مؤخرًا إن ما يمنعنا كفتيات من أفعال معينة ليسوا أهلنا، وليسوا الجيران، إنها أنفسنا التي مازالت تقاوم وترضخ رغمًا عنا، وإن قاومناها قاومتنا، وإن ضعفنا أمامها شعرت هي بالإنتصار.
    وبالرغم من كون بعضنا حرائر في أفكارنا ومشاعرنا حتى ولو في الخفاء، فمازلنا لا نشعُر بالحرية.
    إننا لا نعبر عما بداخلنا ، إننا لا نفعل كل ما نؤمن به في العلن خوفًا من المجتمع، إننا وإن تحررنا كعقول فمازالت أجسادنا ملكهم.
    هناك خلل ما، إن الفتاة منّا حُرة العقل والإحساس لكنها مقيدة الجسد، إننا نفتقد أداة التعبير الوحيدة عن إنسانيتنا، وعن وجودنا.

    غدير أحمد 
    22/04/2014
    .إن ما تناولته في هذا المقال هو وجهات نظر شخصية وغير مُلزمة لأشخاص آخرين

    هناك تعليقان (2):

    1. أ/ غدير بعد التحية انا كنت احد المشاهدين على حقة برنامج صباح الورد وقمت بعمل مداخلة ووصفت حضرتك بمن دخل عش الدبابير برجله ذلك لان حضرتك فجرتي قضاي ليست على هوى المجتمع، المجتمع الذي يفضل ان يكون كالنعامة يدفن رأسه في التراب فلا يتحدث ولا يدرس مشاكله او ظواهر المجتمع.
      اود ان اعلن اني مؤيد لحضرتك في فكرة حرية الفتاة والمرأة في كل جوانب حياتها بما فيها جسدها لكن ما ان تتزوج فعليها ان تعرف ان حياتها وجسدها لم تعد لها مطلق الحرية مثل قبل الزواج ذلك ان اصبح لها ريك وعليهما الاتفاق
      اخيرا انا فخور ان مصر بها غدير احمد

      ردحذف
    2. أ/ غدير بعد التحية انا كنت احد المشاهدين على حقة برنامج صباح الورد وقمت بعمل مداخلة ووصفت حضرتك بمن دخل عش الدبابير برجله ذلك لان حضرتك فجرتي قضاي ليست على هوى المجتمع، المجتمع الذي يفضل ان يكون كالنعامة يدفن رأسه في التراب فلا يتحدث ولا يدرس مشاكله او ظواهر المجتمع.
      اود ان اعلن اني مؤيد لحضرتك في فكرة حرية الفتاة والمرأة في كل جوانب حياتها بما فيها جسدها لكن ما ان تتزوج فعليها ان تعرف ان حياتها وجسدها لم تعد لها مطلق الحرية مثل قبل الزواج ذلك ان اصبح لها ريك وعليهما الاتفاق
      اخيرا انا فخور ان مصر بها غدير احمد

      ردحذف